أحلام لا أكثر..قصة من نسج الخيال

انفجر بركان فرحي،وتزلزلت مشاعري،حلق طائر سعادتي،وتبعثرت أفكاري حين قالوا لي بأنني ربحت ذاك المبلغ من المال،لم

أصدق،هل سيضحك قدري من جديد؟هل سأفرح بشكل مديد؟هل ستحلق طيور سعادتي بتغريد؟هل ستقلع أشواك بؤسي وفقري دون

تجديد؟نعم،اني ارى سفينة نجاتي تبحر من بعيد،سأبحر فيها إلى الفرح والمرح والحب السعيد،لكن سرعان ما تحطم زجاج أفكاري ،وتطايرت

أوراق مشاعري عندما لامست فكرة توزيع المبلغ بالي،فجلست أتفقد أحوالي،وأعد أموالي،يا ترى ماذا سأفعل؟ماذا سأشتري؟من

سأعطي؟بدأت الهواتف تنهال علي بسرعة لم أتصورها،هذا القريب هناني وهذه الصديقة تبارك،وتلك القريبة تعانق،وأنا في حيرة من

أمري،تتجاذبني الأفكار،قبل امتلاك الأموال،فتذكرت صديقة لي،في القلب لها محبة،وللعين هي مسرة،لكنها مصابه بذلك الداء،الذي يحتاج

لعملية جراحية باهظه،فقفزت من فمي كلمات قائلة:"سأدفع ثمن عمليتها"،هل سأراها تبتسم مرة أخرى؟هل سيتوقف ألمها؟هل ستسجن

معاناتها؟هل ستتجمد دموعها؟نعم،"بإذن الله"لأني سأساعدها،ويا لحالي المسكين السعيد سأساعد أهلي-تاج رأسي-سأشتري شقة

تأويهم من سؤال صاحب المنزل وقوله"ادفعوا مبلغ الإيجار"،سأشتري ملابس لإخوتي وتلك اللعبة التي أخذتها من أختي في السوق وهي

تبكي لأرتفاع ثمنها،وسأشتري ذاك الثوب الذي طالما حلمت به ووقفت أمام زجاج الأحلام أطالعه.سأشتري لحبيبة عمري-أمي-تلك المكنسة

الكهربائية لتريحها من قسوة التعب وانحناء الظهر،فكم أتمنى أن أرى تلك الإبتسامة السحرية ترتسم على وجهها الصبوح بعد زمن من التعب

والإرهاق.ولن أنسى عقد اللؤلؤ ذاك الذي لم تتوقف أمي عن الحديث عنه وعن جماله،انتظري حبيبتي أمي فستبرق فرحتك عندما ترينه يزين

عنقك.ويا لجمال ذاك المسجد البهيج!الذي أحببت الصلاة فيه فالآن سأعمر مثله قرب بيتي فأذهب اليه يوميا.ولن أنسى بناء دار تجمع بين

ثناياها أطفال معوزين فقدوا العزيزين على قلوبهم:امهم وأبيهم،سأفرحهم بالألعاب والهدايا سأرى البهجة تشع شمسا من عيونهم.آن الأوان

ليرتاح أبي من العمل ليلا نهارا لتأمين قسط دراستي،فسأكمل ما بدأت يا ابي بزرعه بجهد وتعب.لا أصدق انني سأفعل كل هذا!يا الله الحمد

للهلك على هذه الرزقة!الحمد لله...الحمد لله!أوه كدت أنسى أن اتبرع بجزء كبير مما سيتبقى للفقراء،فقد عشت فقيرة فأنا أكثر من تألم

كألمهم،ولمس لهفة وشوق الفرار من الجوع والبؤس عندهم،آه آه...

وفجأة قطعت أفكاري وأحلامي وخططي،ورن الهاتف فأجبت،نعم..فإذا بأحد يقول لي:"نأسف يا سيدتي فلست من ربح الجائزة فقد أخطئنا

العنوان والخبر"،فصمت ملجومة عاجزة عن الكلام صمتا ينادي لا بل يصرخ قائلا:"لا لا ...لماذا؟"انهدمت أحلامي،وتغلغلت آلامي أكثر وأكثر،ولكن لا

يسعني القول إلا الحمد لله فقد أملك تحقيق تلك الأحلام يوما ما...

مــا أروع هذه الافكـار ممزوجه بهذه اللحظات ان تفكر في راحة واسعاد غيرك ان تفكر في رسم البسمة على شفاة شخص اخر

ان تفكرفي شفاء مريض في اضحاك واعطاء محروم ان تفكر في الام الحنون ان تفكر في الاب الحنون

ان تفكر في هذا العالم المحيط بك اكثر من ان تفكر في نفسك هذا يساوي مال الدنيا بما فيها ...

لان راحه الضمير والبال لا يساويها مال وذهب الدنيا بأكملها ..

جميل جدا وتقبلي مروري

تحياتي .. الإدارة

» قصه حقيقيه اغرب من الخيال