عندما تكون الدنيا بلا ألوان

عندما تكون الدنيا بلا ألوان

هـــي الدنيــا كذلــك تـرسم لنا وهي أيضــاً تلون لنا .

هي التي تختـار لنا المناظر لترسمها لنا وتترجــم ما وقــع اختيارها عليــه إلى لوحــات فنية تارة تكــون ألــوانها من أروع وأبدع ما يــكون .وتارة أخرى تكون ألوانها ليس كمان نريد أن تكون .. ..

ففي اللوحة الأولى ترى اللون الأحمر المتورد واللون الأزرق كالسماء الواسعه واللون الأخضر كأوراق الشجر واللون الأصفر كالشمس في إشراقها ...ولمســات هادئة كهدوء الليل السـاكن المخيم علـى الظلال ...

فيكون مزيج هذه الألوان هو لوحة فنيةٌ من أروع مـا رسمت الدنيــا للإنســان ومزجت من الألوان في درب السعادة...وأشكال الحياة... للبشر

وتزداد اللوحة جمالاً عندما تترجم إلى واقع الحياة فيصبح لكل لون معنى ولكل شكل هدف ولكل لسمه هدف ..... .

لكــن مـاذا لـو كانت هذه اللوحة بلا ألوان فوقع اختار الدنيــا على الليل بلا القمر وعلى الشجر بلا أورق بلا ثمر ... وعلى وردة جورية يكسوها السواد ...ونهر بلا ميــاه وعصــافير في عش فقدت القلب الحنون والصدر الرحيم لها ... وشمــس صفــراء غاضبة شاحبة اللون والمنظر. وعينان بجوار بعضهما ولكن عينٌ تبكي والأخرى لا تبكي !!

ويطول التصوير والكلام والنظر ويمر على هذه اللوحة شخص أسميته طيف الزمان أيها البشر .........فينظر وينظر يدقق ويدقق وتبدأ عيونه بالكلام فيرى الليل بلا قمر ..فيقول أين ذهب القمر؟

ويرى الأشجار بلا أوراق بلا ثمر فيقول من الذي اسقط الأوراق والثمار عن الشجــر ؟

وتقع عينه على الوردة السوداء فيذرف دموعه ويتساءل ما سبب هذا السواد أيها البشـر ؟

ويلتفت إلى النهر وتزداد الحيرة ويقول أين الماء وأين زرقة السماء ومن الذي غدر ؟ ويسمع زقزقته عصـافير بنبرة حزينة فيراها منكمشة ترتجف في عشها ..فيقول وأنتي ما

ذنبك بما يصنع حقد البشر ؟

فأين القلب الحنون ولماذا تركتكم بلا دفئ بلا حنان بلا رشفة ماء تنتظر ...!!!!

ومن قسوة هذه المناظر يسقط طيف هذا الزمان أرضاً يرفع رأسه يرى الشمس باهتة اللون

شاحبة الوجه غاضبه ...فيسرح بشدة ويقول ودموعه تذرف بشده وأنتي يا شمس الضياء

ما بالك أيضا بلا لون وبلا كساء ومن الذي أوصل هذه القسوة إلى قلوب البشر ؟

ويشــده منظر العينان فينظر طويلا ويتعجب ويطول النظر وتصمت حنجرته وتحتبس

أنفاسه ويتوقف عن الكلام عن النظر ويبدأ من جديد بالبكاء حتى يلفظه أنفاسه ويردد أخر

الكلمات ويقول إلى هذا الحد وصلت الدنيا من القسوة والألم يا ليتني لم أعش لكي أرى

هذه المنظر ويا ليت لم أعرف أن هذه كله بسبب حقد وغدر واستهتار البشر .

فهل يعقل بكاء عين والأخرى لا تبكي وكما أنها تترنم قائلاً وماذا يعنيني بكائها

وماذا تعني لي دموعها أيها البشر ...

فيلفظ أنفاسه متحسرا ً ويموت كما هي اللوحة ميتة بلا ألوان بلا تعابير للحياة بلا رحمة بلا أمل . . . . . . . . . . . . . . .

الكتاب :. بلال محفوظ

الخميس _ 10/9/2009

تحياتي ..الإدارة

» كيف تكون مشروع استثماري في دقيقة واحدة؟
» يا عمرى الدنيا ما تسوى وتنام وخاطرك زعلان
» عندما يصرخ القلب
» اين تذهب عندما تنزل دمعتك؟؟

** عندما تكون الدنيا بلا ألوان **

عندما تكون الدنيا بلا ألوان